النكرة والمعرفة وأنواع المعارف
النكرة والمعرفة وأنواع المعارف من الأسس النحوية اللغوية الواجب على كل متكلم بلسان العربية أن يعيها عن ظهر قلب، فبها يتحقق المقصود من اللغة وهو الإفهام، وبها يتحقق قول ابن مالك: “كلامُنا لَفْظٌ مفيدٌ كاسْتَقِمْ *** واسْـمٌ وفعلٌ ثُمَّ حرفٌ الْكَلِمْ”.
في هذا الموضوع على موقع مثقف سنتناول قول النحاة في النكرة والمعرفة وأنواع المعارف وأمثلة عله ببعض من التفصيل.
النكرة والمعرفة وأنواع المعارف
كما ذكرنا سابقًا فإن النكرة والمعرفة وأنواع المعارف من الأسس اللغوية الهامة فكل الأسماء تنحصر بين هذان الشقين، تفصيل ذلك على النحو التالي:
تعريف الاسم النكرة
الاسم النكرة هو ما لا يدل على فرد معين من جنسه.. فلا يمكن تحديد صاحب الاسم بذاته من بين بني جنسه.
مثل.. (امرأة، قطار، أمي، ولد، شجرة، مدرسة…)، وهذا الاسم نكرة سواء يقبل التعريف بالـ(أل) أو لم يقبل التعريف
تعريف الاسم المعرفة
المعرفة هو كل اسم يدل على معين بذاته من جنسه.. أي هو الاسم الذي يميز الفرد عن دونه من أفراد بني جنسه.
مثل.. (أنتم وأنت، محمد، القاهرة، هذا، الملك، أختي).
أنواع المعرفة
بعد أن تعرفنا على تعريف ومفهوم كل من النكرة والمعرفة وأنواع المعارف سبعة هي:
- الضمائر.
- الأعلام.
- أسماء الإشارة.
- الأسماء الموصولة.
- المحلى بـ”أل” (المعرف بـ”أل”).
- الأسماء النكرة المضافة إلى أسماء معرفة.
- الأسماء النكرة حين تُقصد بالنداء (نكرة مقصودة).
الضمائر من المعارف
الضمير هو ما كٌني به عن شخص (متكلم، غائب، مخاطب).
الضمائر نوعان هما:
- ضمير بارز/ ظاهر نحو قولنا: “أنا ذهبت” فـ (أنا) و(التاء في ذهبت) ضميران ظاهران بارزان، وعلى هذا فإن الضمير البارز هو ما ينطق به المتكلم في الكلام.
- ضمير مستتر نحو قولنا: “محمد يجتهد” فالفاعل في الفعل (يجتهد) هو ضمير مستتر تقديره هو عائد على (محمد)، وعلى هذا فإن الضمير المستتر هو ما ينوي به المتكلم في ذهنه ويحدده دون التلفظ به
بينما الضمير الظاهر ينقسم إلى نوعين:
- ضمير بارز متصل: هي التي تلحق الاسم أو الفعل وتتصل به كأنهما كلمة واحدة نحو الثلاث ضمائر (التاء والكاف والهاء) في قولنا: “سمعت قولك الموجه نحوه”، وهي تسعة ضمائر على ثلاث أنواع هي:
- ضمائر تقع في محل رفع فاعل أو نائب فاعل (دائمًا في محل الرفع)، وهي:
- تاء الخطاب.
- واو الجماعة.
- نون النسوة.
- ياء المخاطبة.
- ألف التثنية، نحو “استقيما تحمدا”.
- الضمائر المشركة بين حالتي الجر والنصب، هي:
- ياء المتكلم.
- هاء الغيبة.
- كاف الخطاب.
- ضمير مشترك بين الثلاث حالات (الجر والنصب والرفع) وهو: “نا” الذي ورد في قوله تعالى: “رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا…”.
- ضمير بارز منفصل، وهي على نوعان:
- ضمائر الرفع.. هي ثلاث ضمائر وفرع كل منهم:
- أنا، نحن.
- أَنتَ، أَنتِ، أَنتما، أَنتم، أَنتما، أَنتن.
- هو، هما، هما، هنَّ، هم، هي.
- ضمير النصب “أيا”.. لكن إذا اتصل بما يدل على (غيبة أو تكلم أو خطاب).
الأعلام من المعارف
العلم هو اسم وضع لمعني معين دون الحاجة إلى قرينة للتوضيح، أي هو الاسم الذي حين يذكر يذهب الذهن مباشرة إلى صاحب الاسم دون غيره من الأفراد ولا يحتاج هذا الاسم إلى أي لفظ آخر لتوضيح صاحبه.
الأعلام منها ما هو:
- علم جنسي (يطلق على جنس كامل).
- علم أشخاص (بدل على شخص بعينه).
القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا..
الأعلام الشخصية
بينما الأعلام الشخصية منها ما هو مفرد (مكون من كلمة واحدة) ومنها ما هو مركب (أكثر من كلمة مكونة العلم الواحد)،
أما الأعلام المركبة فمنها عدة أنواع، هي:
- العلم المركب الإضافي (كلمة مضافة إلى أخرى)، نحو: (عبد الرحمن، أبي هريرة، زين العابدين).
- المركب تركيب مزجي (كلمتين مندمجتين مع بعض كأنهما كلمة واحدة) نحو: (حضرموت، بختَنُصَّرَ، معد يكربَ) الجزء الأول من العلم المركب تركيب مزجي مبني على الفتح إلا إذا كان أخره ياء فيسكن، والجزء الثاني معرب حسب موقع في الجملة وأنه ممنوع من الصرف.
- العلم المركب تركيب إسنادي (مكون من مسند ومسند إليه) وهو ما كان في الأصل جملة، وحين يحول إلى علم فتبقى حركات الإعراب هي المبني عليها، نحو: (اسم الشاعر المعروف “تأبط شرا”، واسم المرأة “شاب قرنها”).
وقفات مع الأعلام الشخصية
أذا كان العلم بدأ بـ(أم أو أب) مثل: “أبو هريرة” أو “أم سلمى” سمي كنية، أما إذا دل العلم على رفعة صاحبه نحو “الرشيد” أو حرفته ” نحو “النجار” أو بلده نحو “الأصفهاني” أو لونه أو أي شيء مميز في صفاته فيسمى لقب، وغير ذلك فهو اسم.
العلم الجنسي
العلم الجنسي أو أعلام الأجناس هو اسم يطلق على جنس كامل واصبح يدل على كل فرد من هذا النوع، فشابه النكرة المعرفة بـ (أل)، نحو قول العرب على الذئب “ذؤالةُ” فيقول “ذؤالةُ متربص”.
الأعلام الجنسية كلها أعلام سماعية لا قواعد ثابتة لها.. وتحفظ على حالها.. ومن أنواعها:
- أعلام أجناس الحيوان مثل:
- الأخطل على الهر.
- أسامة: الأسد.
- أبو الحارث: الأسد.
- أبو الحصين: الثعلب.
- ذُؤالة: الذئب.
- أم عِرْيط: العقرب.
- أم عامر: الضبع.
- أبو المضاء: الفرس.
- أعلام أجناس طوائف بشرية، مثل:
- تُبّع: علم لمن ملك بلاد اليمن.
- خاقان: علم لمن ملك بلاد الترك.
- فرعون: علم لمن ملك مصر قديمًا.
- النجاشي: علم لمن ملك بلاد الحبشة.
- كما أن للمعاني أعلام جنس نحو:
- بَرّة: البِر.
- أم قشعم: الموت.
- حمادِ: المحمدة.
- فجارِ: الفجور.
- سُبحان: التسبيح.
وقفات مع علم الجنس
يجب الأخذ في الاعتبار أن علم الجنس مثل الأعلام الحلاة بـ “أل” صالح لأن يكون رك ف الإسناد في الجملة مثل المبتدأ أو الخبر، كما أنه لا تدخل عليه (أل) ولا يضاف، كما أنه من الممنوع من الصرف بسبب علتين فإذا اجتمعت فيه علة أخرى نحو ( زيادة الألف والنون أو التأنيث).
اسم الإشارة من الأعلام
اسم الإشارة هو ما يدل على مشار إليه معين سواء كانت هذه الإشارة حسية أو معنوية.. وأسماء الإشارة تنقسم إلى:
- أسماء إشارة للمذكر: (ذا، ذان وذَيْن، أُولاءٍ).
- وأسماء إشارة للمؤنث: (ذِهْ، تِهْ، ذي، تي، تان، تَيْن، أُولاءِ).
- أسماء إشارة للمكان: (هنا، ثَمَّ، ثَمَّةَ).
في أغلب الأحيان تسبق أسماء الإشارة “هي” التنبيه فنقول: (هذا وهذان) (هذه وهاتين) (ها هنا)، ولا تدخل على (ثَمَّ، ثَمَّةَ)، كما أن أسماء الإشارة تلحقها كف الخطاب للدلالة على البعد فنقول: “هنالك عند الجبل ذاك”.
كما أنه يجوز الفصل بن هاء التنبيه واسم الإشارة فنقول: (ها أَنذا، ها أَنتم أُولاءِ) وفي الأغلب يتم الفصل بينهم بكاف التشبيه حين القول: (هكذا).
الاسم الموصول من الأعلام
الاسم الموصول هو الاسم الضب بواسطته تتم صلة الجلتين وتسمى صلة الموصول، والجملة الموصولة هي جملة خبرية يعلمها المخاطب، نحو: “جاء الشاب الذي أكرمك”.
الأسماء الموصولة على نوعين:
- الموصولات الخاصة (الذي ينص على المراد بالنص).
- الموصولات المشتركة.
أما تفصيلها على النحو التالي:
الموصولات الخاصة
- الأسماء الموصولة للمذكر: الذي، اللذان واللذَيْن، الذِين، والأُلى.
- والأسماء الموصولة للمؤنث: التي، اللتان واللتيْن، اللاتي.
- الأسماء الموصولة لجمع غير المكر العاقل: اللائي.
الموصولات المشتركة
- من: للعاقل وما نزل منزلته ولجمع العاقل مع غيره، تنحو قول الله تعالى: “وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ” فالأصنام مجرد عير حجارة غير عاقلة لكن لما دعاها الناس قد نزلوها منزلة العاقل ولذلك تم التعبير عنها بـ(من).
- ما: تكون لغير العاقل نحو قولنا: “اطب ما جئت لأجله”، في بعض الأحيان يتم التعبير بها عن العاقل عندما يتم جمعه مع غير العاقل.
- أي: تكون للعاقل وهي الاسم الموصول الوحيد المعرب.
- ذا: تكون اسم موصول إذا سبقها (ما أو من) وليست اسم إشارة ولا ذا زائدة
- ذو الخاصة بقبيلة طيء (في لهجتهم): هي من المبنيات وقال بعض النحاة أنها قد تعرب.
الأسماء المعرفة بـ(ال)
إذا اتصلت (ال) الباسم فتفيد التعريف، وهي نوعان:
- “ال” العهدية.
- “ال” الجنسية.
الأسماء المضافة إلى معرفة
إذا أضيف اسم نكرة إلى اسم معرفة (أحد الأسماء المعرفة السابق ذكره) اكتسب بتك الإضافة التعريف، نحو قولنا: “كتاب زيد” “كتاب المدرس” “كتاب الذي يتكلم”، فكتاب في الأمثلة السابقة معرفة بالإضافة.
النكرة المقصودة من المعارف
إذا قصد المتكلم بالنداء نكرة اكتسبت بهذا النداء صفة التعريف، ويتم بنائها على الضم لأنها ملحقة بالأعلام في تلك الحالة، نحو: “يا طفل أين أباك”
تسمى نكرة مقصودة ويتم معاملتها معاملة المعرفة
بذلك في حديثنا عن النكرة والمعرفة وأنواع المعارف قد تناولنا تعريف كل من النكرة والمعرفة وأنواع المعارف ببعض التفصيل وأمثلة عليها وبيان معنى المعارف الخاصة، نرجو أن نكون قد أفدناكم.