ظلم منكري القرآن أنفسهم بدعواهم أن القرآن

ظلم منكري القرآن أنفسهم بدعواهم أن القرآن

القرآن الكريم أو الفُرقان هو أكبر هدية من الله إلى البشر، نزل على نبيه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- مبينًا الحق، ويُرشد الناس إلى النور ويُبعدهم عن الظُلمات التي كانوا يعيشون فيها ولكن ظلم منكري القرآن أنفسهم بدعواهم أن القرآن الكريم كذب.

ظلم منكري القرآن أنفسهم بدعواهم أن القران

ظلم منكري القرآن أنفسهم بدعواهم أن القرآن كذب، وهذا لأن قدرة الله عز وجل تجلت فيه من حيث آليات اللغة التي نزل بها الكتاب، فهي تُعتبر مُعجزة في حد ذاتها، ولا يستطيع أي بشر أن يضع مثل هذه الآيات أبدًا كما قال تعالى:

“لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثله، لا يأتون أبدا بمثله، ولو كان بعضهم لبعض عونًا وظهيرًا(سورة الإسراء: 88).

منذ نزول القرآن الكريم ويتم مُحاربته من أعداء الدين بدايةً من العصر الجاهلي الذي نزل فيه القرآن، فبالرغم من نزول القرآن في الجاهلية إلا أنه لم يأتي بطريقتهم الشعرية، وإنما أنزله الله بطريقة مختلفة ولم يؤمنوا به أيضًا.

لكن الله -سبحانه وتعالى- هو من نزل الكتاب وهو من يحفظه، فقد عصم الله القرآن الكريم من الضياع أو التلف أو التحريف: “إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(سورة الحجر: الآية 9).

لا يفوتك أيضًا: كم عدد آيات القرآن الكريم وأجزائه

ادعاء المشركين أن القرآن كلام الرسول

لم يظلم منكري القرآن أنفسهم بدعواهم أن القرآن كذب فقط؛ بل إدعائهم أنهم ليس وحيٌ إلهي وإنما إلهام الرسول، حيث غفلوا عن الأدلة التي تدُل على إلهية القرآن واستحالة أن يكون من صُنع بشر.

بالرغم من هذا أنزل الله آياته في القرآن ليبرئ نبي الله ورسوله من هذه الادعاءات عن طريق الوحي الذي كان يهبط به نبي الوحي “جبريل” فقال عز وجل: “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى” (سورة النجم: الآية 3،4).

أي أن هذا القرآن من الله أنزله إلى الناس على لسان رسول الله، وأن الرسول لا ينطق بكلمة إلا من عند الله ولا يُعطي تشريعًا إلا عندما يكون قد اُخبر به من الله.

لا يفوتك أيضًا: ما هو القرآن الكريم تعريف القران الكريم

عقاب من كذب حرفًا من القرآن

كُل الأنبياء والرُسل الذين جاءوا إلى أقوامهم جاءوا بالإسلام ولكن كانت شرائعهم مُختلفة فقط، فدعي نوح قومه ألف سنة إلا خمسين، وبُعث إدريس في قومه حوالي خمسة قرون وختم الدعوة نبي الله محمد وظل في دعوته قرابة أربعين عامًا.

لهذا توعد الله الكافرين والمشركين بحرف واحد من حروف القرآن بعذاب شديد وفي ذلك الشأن يقول المولى عز وجل: (والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) (سورة الأنعام: 39).

فقد وصف الله سبحانه وتعالى هؤلاء الكافرون بأنهم يصمون آذانهم عن الحق، وبالمثل لا يريدون النطق به لأن الكفر قد طمس على قلوبهم فأصبحوا يغرقون في الضلال.

تفرد القرآن الكريم عن باقي الكُتب

القرآن الكريم هو أعظم مُعجزة أنزلت على عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن ما هو السر؟ وفيم يختلف القرآن عن باقي الكُتب؟

ببساطة إذا قُمت بالتحقق من أي كتاب في العالم منذ بداية البشرية إلى الآن مهما كان هذا الكتاب مُتقن الصُنع، حتمًا ستجد خطأ في معلومة أو خطأ في لفظ مُعين، او رُبما يكون خطأ إملائي وغيرها، إلا القرآن الكريم.

بدأ الله آيات القرآن بقوله:

ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ سورة البقرة الآية (2).

كما لم يترُك صغيرة أو كبيرة إلا وأحصاها، لم يترُك أمرًا إلا وكان له الفصل فيه، وهذا من حكمة الله وإعجازه، لكيلا يكون للمشركين أي حُجة أو مهرب يوم الحساب.

يقول الله تعالى على لسان المشركين:

ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدًا(سورة الكهف: الآية 49).

كما أن القرآن أنزل الأحكام الشرعية في جميع الأمور من حيث التحليل والتحريم في مواضع مُتفرقة منه.

لا يفوتك أيضًا: كم عدد كلمات القرآن الكريم وحروفه

إعجاز القرآن الكريم

كان ضروريًا توضيح كيف ظلم منكري أنفسهم بدعواهم أن القرآن الكريم كذب، حيث يشتمل القرآن على عدد من المُعجزات اللغوية والعلمية التي نزل بها.

1- أسلوب القرآن الكريم

بالرغم من البيئة التي نزل بها القرآن التي كانت تتميز وقتها بانتشار الشعر والشعراء الجهابذة، إلا أنه جاء مخالفة تمامًا لما كان عليه العرب.

فلم يأتي على صيغة الشعر، وإنما جاء بأسلوب متميز وأوزان وتقييمات مميزة وقد قال الله تعالى: “وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون” (سورة الحاقة: 41)، فآياته تتميز بالسلاسة والبساطة وتحمل معاني جميلة وهامة.

2- التقسيم في الآيات

تُعتبر واحدة من أبرز الإعجازات التي أتى بها القرآن وهذا لأن الآية الواحدة في القرآن يُمكن أن تُقسم إلى عدة أقسام بترتيب مُعين يُمكن أن تُعطي معنى آخر إذا اختلف تقسيمها مثل ذِكر الله تعالى:

“والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع” (سورة النور: الآية 45) يشير التقسيم في هذه الحالة على أقسام الخلق وحالة المشي لكل منهم.

3- تعدد الأساليب

يُمكن أن تأتي آية في القرآن بصورة، ثم تجدها بصورة مُختلفة في موضع آخر، بالرغم من هذا الصورتان أسلوبهم البلاغي قوي ولا يقل واحد عن الآخر.. ويُعتبر هذا إعجاز لغوي فريد من نوعه لم يقدر عليه أحد مهما تمكّن من اللغة العربية حتى الآن.

4- الأسلوب القصصي

جاء القرآن الكريم بالأسلوب القصصي في عرض بعض الآيات والسور لكي يُسهل على المؤمنين وصول المعلومة، ونوع من أنواع التشويق والمتعة أثناء القراءة كما قال الله عز وجل:

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ” (سورة يوسف: الآية 3).

5- أسلوب الخطابة

انتشر أسلوب الخطابة في العصر الجاهلي الذي أتى به القرآن، ولكن ما ميّز القرآن الكريم وما دل على أنه كلام إلهي ليس من صُنع بشر هو أسلوبه الذي يستطيع أن يُخاطب جميع العقول البشرية سواءً كانت صغيرة / كبيرة وسواء جاهلين / عالمين.

6- الإيجاز والإيفاء

القرآن كتاب مُبسط وفيه التعليمات واضحة وإيصال المعنى موجز ودقيق وواضح وإيجاز مبالغ فيه من أجل عدم التحريف أو التشكيك فيه وأما عن الإيجاز فهو أحد الأقسام التي تفتح مجال للمنافسة عند العرب قديمًا.

فقد جاء القرآن الكريم معجزة من حيث البلاغة والدقة والإيجاز والفصاحة وكل ما يحتويه كل حرف من معنى.

القرآن الكريم سكينة للقلوب وروح للجسد، وهدى ورحمة من الله على الناس، فمن كذب به كان له عذاب شديد في الآخرة، والآخرة هي الموعد الحق.

إغلاق